تُعتبر ألوان الديكورات أحد أهم العوامل في إضفاء طابعٍ من الدِفء والمزاج الجيد على نفسية العائلة، وتؤثّر ألوان التصميم الداخلي للمنزل على المزاج العام ومستويات الطاقة، بالإضافة إلى أنها انعكاسٌ مباشرٌ للشخصيّة والتفضيلات.
يمكن القول أنّ النفسيّة تتأثر بالألوان بشكلٍ كبيرٍ فهي تُحفّز الإبداع والإنتاجية والتَّعلُّم، كما أن اختلاف الألوان داخل المنزل يخلق تأثيرات مختلفة مثل: الهدوء والسكينة أو حتى إثارة القلق والتوتر.
بالنظر إلى أن العائلة تقضي وقتًا طويلًا في المنزل، لا بدّ من مراعاة سيكولوجية الألوان في الغرف والديكور؛ وذلك للحرص على أن يكون المنزل مساحةً مريحةً ومألوفةً بالنسبة لأفراد العائلة.
يُقدّم هذا المقال معلوماتٍ وافية حول تأثير ألوان الديكورات على نفسيّة العائلة.
الأهمية النفسية لألوان الديكور في التصميم الداخلي
من المؤكد أنّ اختيار ألوان غرف المنزل العديدة من المطبخ إلى غرفة الطعام وغرف الجلوس وغرفة النوم، بالإضافة إلى الأثاث، يأخذ الكثير من التفكير، فهناك العديد من العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل اتخاذ قرار الألوان في المنزل.
العامل النفسيّ المُرتبط باللون هو أحد أهم تلك الأمور التي يجب الانتباه لها، فعلى الرغم من أنّ أذواق الناس تختلف في تفضيل لونٍ على آخر، إلّا أنه من المعروف عن بعض الألوان أنها تعكس شعورًا نفسيًّا معيّنًا. تقوم بعض الألوان بعكس شعورٍ من الراحة والاطمئنان لدى النظر إليها، ومنها ما يضفي إحساسًا من الطاقة والحيوية.
فيما يلي أشهر الألوان وتأثيراتها النفسية:
- اللون الأحمر
يُعتبر اللون الأحمر أحد أكثر الألوان توهجًا، ويشير إلى العاطفة في كثيرٍ من الأحيان. يعمل اللون الأحمر على رفع مستوى الحيوية بشكلٍ ملحوظ، ويمكن أن يزيد من معدل ضربات القلب والدم، كما أنه يجذب الانتباه، حيث يمكن لهذا اللون أن يشدّ الانتباه على الفور إلى عنصرٍ معين.
لذلك، يمكن استخدام اللون الأحمر لإضفاء مظهرٍ جاذبٍ ومحفّزٍ للغرف. بالإضافة إلى ذلك، من المعروف أن اللون الأحمر يزيد الشهية وبالتالي يُستخدم على نطاقٍ واسعٍ في المطابخ.
- اللون الأصفر
يمثّل اللون الأصفر ضوء النهار ويُضفي شعورًا من السعادة والإلهام، لكن على الرغم من أن معظم درجات اللون الأصفر تحمل تأثيرًا إيجابيًّا على النفس، إلا أن الدرجات الباهتة منه تُعطي شعورًا بالمرض. لذلك، من الأفضل استخدام اللون الأصفر في ظلاله الزاهية، مع التأكد من استخدامه باعتدال، لأنه يميل إلى إثارة مشاعر لا يمكن السيطرة عليها.
- اللون الوردي
يُعدّ اللون الوردي واحدًا من ألوان الديكور المهدئة، فهو يعطي إحساسًا بالراحة والدفئ مما يجعله خيارًا جيدًا لغرف النوم، واللون الوردي الفاتح مناسبٌ بشكلٍ مثيرٍ للإعجاب في الحمام؛ لأنه يمكن أن يعكس درجات ألوان البشرة بشكلٍ رقيق، وتساعد الظلال الأكثر توهجًا من اللون الوردي مثل الأرجواني والفوشي على إبراز الأنماط المُختلفة للأثاث أمامها.
- اللون الأزرق
من المعروف أنّ اللون الأزرق يُعتبر مريحًا وهادئًا، فهو يُخفض ضغط الدم ويساعد على تهدئة التنفس والنبض، وكثيراً ما يُقترح للغرف والحمامات، ولذلك فهو لونٌ مرغوبٌ فيه للمستشفيات، ومن أجل الاسترخاء في الغرف العائلية أو الصالات أو المطابخ الضخمة، لكن على الرغم من أنه أحد أكثر الألوان شيوعًا لا يُعدّ من الألوان التي تساعد في فتح الشهية ولا يوصى به للمطابخ، حيث تقترح بعض أنظمة فقدان الوزن بتناول الطعام على طبقٍ أزرق.
- اللون الأخضر
يعتبر اللون الأخضر واحدًا من أهم الألوان في التصميم الداخلي، حيث يُنظر إلى اللون الأخضر على أنه الظل الأكثر تهدئةً للعين، فهو لون الطبيعة، وغالبًا ما ترتبط الطبيعة في النفس البشرية بالانتعاش والسلام والثقة، وبالتالي يمكن القول أنّ اللون الأخضر مناسبٌ لأيّ غرفةٍ في المنزل بفضل تأثيره المهدئ والمنعش بذات الوقت.
تأثير ألوان الديكور على نفسية الأطفال
يمكن ملاحظة تأثير الألوان على نفسية الأطفال بشكلٍ أكثر وضوحًا، حيث يُعتبر الأطفال أكثر حساسيةً للألوان. ولهذا السبب، من المهم جدًا اختيار الألوان المناسبة لغرف الأطفال وديكوراتها.
استخدام اللون الأحمر في الغرفة أو الديكور لطفلٍ قلقٍ أو نشيطٍ قد يجعله أكثر توترًا، ويحفّز النشاط بشكلٍ مفرطٍ لدى الطفل النشيط. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر هذا أيضًا على نجاحهم التعليمي بشكلٍ سلبي، من الأنسب استخدام الأزرق والأخضر والأرجواني في غرف ومتعلقات الأطفال النشطين والمضطربين.
يمكن القول أنّ الألوان هي الأداة الأكثر استخدامًا من قِبل الأطفال للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، على الرغم من أن تفضيلات الأطفال تُظهر قواسم مشتركة عامة بناءً على الفئة العمرية، إلا أن اختياراتهم للألوان يمكن أن تختلف بناءً على حالتهم المزاجية والطريقة التي يعبرون بها عن أنفسهم ومشاعرهم، وهنا تبرز أهمية ألوان الديكور الخاص بغرف الأطفال وتأثيره الكبير على نفسيتهم.
3 نصائح يجب مراعاتها عند اختيار ألوان الديكور في التصميم الداخلي للمنازل
تختلف تفضيلات الألوان واستخداماتها ضمن مساحة المنزل من شخصٍ لآخر، إلاّ أنه من الضروري أخذ تأثيرات الألوان على نفسية أفراد العائلة بعين الاعتبار، ومحاولة استخدام الألوان التي تُحفز الإبداع وتُعزز مشاعر الراحة والاطمئنان. يمكن اتباع النصائح التالية لتسهيل عملية اختيار الألوان:
- من الأفضل دراسة كلّ غرفةٍ مع التفكير في المدة التي ستقضيها العائلة فيها، وفي أيّ أوقات من اليوم، مع الأخذ بعين الاعتبار الأنشطة التي ستتم في تلك الغرفة، والجو المرغوب إحداثه فيها عبر الألوان.
- يجب ملاحظة ما إذا كانت الشمس تدخل الغرفة وفي أي وقتٍ من النهار، سواءٌ في الصباح أو بعد الظهر أو طوال اليوم، أو أن ضوء الشمس لا يدخلها على الإطلاق، ويعتمد ذلك على موضع الغرفة.
- يجب أخذ مساحة الغرفة في عين الاعتبار، وفقًا لذلك يتمّ استخدام ألوانٍ أفتح أو أغمق، حيث تُضفي الألوان الزاهية إحساسًا بالمساحة الأكبر، والألوان الداكنة أو الدافئة تجعل الغرفة تبدو أصغر.
في الختام، يمكن القول أن ألوان الديكور مهمةٌ جدًّا في التأثير على نفسية العائلة بشكلٍ عام، وجعل المنزل مكانًا ينسجم مع مشاعر سكانه وشخصياتهم.